‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدني هوك .. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدني هوك .. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

حياة سيدني هوك .

أولًا: حياته
    ولد سول هوك Saul Hook (الذي سيعرف فيما بعد بسيدني هوك) في 20 ديسمبر عام 1902 من أبوين مهاجرين من أوروبا الوسطى، والده نمساوي الجنسية  ووالدته بولندية، التقيا وتزوجا بالولايات المتحدة الأمريكية، اسحاق هوك Isaac Hook  " الأب" من مقاطعة "موريفيا" Morivia   (جمهورية التشيك حاليًا) التي كانت تابعة أساسا للنمسا Austria  ثم خضعت لتشيكوسلوفاكيا –سابقًا، أما جيني هالبرن هوك Jenny Halpern Hook "الأم"  فكانت من ولاية جاليسيا  Galicia   التي تقع في الجنوب الغربي من بولندا، وقد  شهدت كل من ولاية موريفيا Morivia ، وولاية جاليسياGalicia   هجرات متتالية لليهود الذين لاقوا اضطهادات مضادة للسامية، وهكذا استقر المطاف باسحاق هوك وجيني هالبرن في الولايات المتحدة.
       وعمل اسحاق هوك حائكا واستقرت جيني هالبرن في البيت كي ترعى أسرتها ولم يكن يستهويها إلى جانب قيامها بأعمال المنزل سوى ولعها وشغفها بالقراءة، كان لهوك اختين هما ليليان Lillian  وسليمًا , Selma  وأخ واحد هوهربرت  Herbert كانت الأسرة تعيش في ظل ظروف قاسية في مقاطعة ويليمسبرج من إقليم بروكلي Brooklyn’s Williamsburg   الذي كان يعد في ذلك الوقت من أسوأ الأماكن في نيويورك حيث تجمع المهاجرين من مختلف دول أوروبا وحيث مظاهر الفقر التي كانت تسود المكان، وكانت الأسرة تعيش أساسًا على تجارة المشغولات اليدوية والحياكة، وربما كانت تمكث لمدة ثلاثة أشهر دون أي دخل، وتعتمد على تدفئة المنزل في فصل الشتاء على قطع الفحم الضئيلة.
    عندما التحق "سول هوك"  بالمدرسة في عامه الخامس تغير اسمه من "سول " إلى  "سيدني " بعد أن ألحت أمه على ذلك التغيير، ويشير كرستوفر فيليبس هنا إلى أن هذا التغيير ربما جاء لاعجابها بهذا الاسم في رواية ما من الروايات التي كانت تقرأها.

    وداخل المدرسة لم يكن هوك ليرضى عن المدرسين وأدائهم ولا المناهج التعليمية التي يتم تدريسها، وكان يستعيض عن ذلك باللجوء إلى فروع المكتبة
العامة، وكان عليه ارتداء نظارة لتصحيح حول بنظره فضلًا عن قصر النظر Myopia squint  الذي أصيب به لقراءته على الضوء الخافت أثناء المساء، واستهوته منذ الصغر دراسة التاريخ الأمريكي واتسعت معالم معرفته شيئا فشيئًا.
    وعلى الرغم من تواجد هوك في بيئة يهودية، حيث ديانة الأم والأب والمحيطين بهم من مهاجرين أوروبيين وغيرهم، إلا أن هوك رفض منذ الصغر الاعتقادات والممارسات اليهودية، ووجد أن هذه الاعتقادات مذاهب غامضة معوقة للانطلاق والتحرر الفكري. وهكذا كان هوك منذ عهد مبكر بلا عقيدة دينية وظل علمانيا باقي حياته، وازداد موقفه الرافض للأيان كلما رأى تمييزا أواضطهادا دينيا،  فما افتتن به هوك في شبابه هوالبحث الفلسفي فقد وجد نفسه في اتجاه عقلاني معارض للخرافة  وللدين.